الخميس، 10 فبراير 2011

ليالي باريسية - الجزء الأول

"وأقول لهم ... تصبحون على وطن ... من سحاب ومن شجن ... "
----------------------------------------------------------------
مرّ أسبوع في العاصمة الفرنسية باريس ...
إنها الليلة السابعة ...
اليوم ... لم أخرج من "بيتي"
أصابتني حرارة الشوق ربما ... ولازمني برد الافتقاد لشمس بيروت...
عقلي لم يعترف
ولساني لم ينطق ...
فثار جسدي ... ومرض ... وأعلن اعتكافه عن ممارسة اليوميات الباريسية

عبر الفيسبوك...
يسألني الأصدقاء عن أحوالي
أبحث عن أجوبة ... أسأل حالي عن أحوالي ...
لا أجد الجواب

أتحايل على نفسي ...
أحاول أن أكتب ... علّ كلماتي تخرج عن طورها وتقرر الاعتراف
حالي لا يقبل
أراوح مكاني

أحدّق في شاشة التلفزيون تارة وفي شاشة اللابتوب تارة أخرى
"ماذا لو لم يكن هناك ثورة في مصر؟"
أسأل نفسي وأحتار في الجواب

أنا أعيش الآن على أخبار الثورة
أعيش على هتافات الثوار
أستمع لشعاراتهم
أتنفس معهم
أفرح لهم وأغضب لغضبهم

ماذا لو كنت في هذه المدينة، دون ثورة مصر؟
كيف سأعيش؟
هل سأتنفس رائحة الكاوتشوك الساخن لأبواب المترو وعجلاته حين توقفه عند كل محطة؟
هل سأستمع لأصوات الوجوه المكشّرة داخل عربات القطار؟
هل سأفرح لو ضحكت لي عاملة المحاسبة في محل البقالة تحت "بيتي"؟
هل سأغضب حين أرى عشرات المشردين ينامون في أكشاك الهواتف العامة ودرجة الحرارة تحت الصفر؟

كيف سأعيش في باريس لو لم تكن مصر في ثورة؟
سؤال يحيّرني كثيرا
أخاف أن تنتهي الثورة في مصر
وأن يتركني ثوارها وحيدة في مدينة موحشة

يا ثوار مصر
رجاءا لا تتوقفوا
فكروا في أمثالي
ممن انتقلوا من مدن "العالم الثالث" إلى مدن "الحضارة"
لا تتركوا الثورة
فأمثالي يعيشون على أخبارها
ينامون على أملها
ويستفيقون على مطالبها

يا ثوار مصر
لا تتوقفوا ... رجاءا
لا تتركوني وحيدة في شوارع باريس المليئة بكل شيء عدا السعادة
لا تتخلوا عن ثورتكم
إنني أستمر معها ....
وبدونها، أتوه في مدينة "العشاق" ...

هناك تعليق واحد:

  1. أفكار وشجون رائعة وحزينة .. أفكار وشجون ساطعة وخافتة .. أفكار وشجون مقنعة ومقلقة يا بنتي لولو

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية

مَن هنا؟

صورتي
أنا إحداهن ... من منطقة جميلة تدعى بيروت ...