الجمعة، 7 أكتوبر 2011

قرب عجلة الشاحنة...

قد تأخذنا الحياة أحيانا ... إلى أماكن جديدة ووجوه ومشاعر ...
قد تأخذنا الأيام إلى التشدد تارة والهدوء تارة أخرى ...
قد تأخذنا الطريق إلى مشاهد لم نرها من قبل  ... إلى أشجار وأبنية ومحطات ومحال ...
ونحن نمضي ...
فقد أتينا إليها لنمضي دائما ...
مهما كانت الظروف ... نكمل المسير ونمسك بيد الحياة ونمضي ...
الأماكن الجديدة تقلقنا لكننا نعتاد ..
الوجوه الجديدة تثير فضولنا ... لكننا نحب ونكره ونمدح ونذم ...
المشاعر الجديدة تخيفنا ... لكننا لا نملك القدرة الكافية على تغييرها مهما حاولنا ...
-----------
وننسى ... ننسى أننا نمضي مع الحياة
ننسى الوجوه القديمة
والطرقات المتكسرة
والمشاعر الملبدة
وذلك البقال الذي اعتاد أن يبيعنا علب السجائر ...
ننسى قارورة البيرة الخضراء
في ذاك البار الصغير، المدجّج بالوجوه الحائرة
ننسى صورة الحبيب
وعيون الأقارب
وكلمات الآصحاب ...
ننسى لأن الحياة تأخذنا ...
تأخذنا إلى الحرب اليومية ... إلى الصراع من أجل البقاء والإبداع والتميّز والسلطة والتنافس
تأخذنا إلى من نراهم ونعيش معهم ونتحدث إليهم ... وترمي في من كانوا، داخل علب الذكريات .
علب تبحث عن مفاتيحها التي وقعت على طريق الحياة ....
--------------
تأخذنا الحياة وننسى ...
لكنّ عجلة الشاحنة ... عندما نراها عن قرب ... عندما نقع قربها، فتتوقف ... تذكرنا!
عجلة الشاحنة التي مرّت على طريق الحياة، صدفة، وكادت تمرّ عليّ، ذكرتني بمن أكون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

مَن هنا؟

صورتي
أنا إحداهن ... من منطقة جميلة تدعى بيروت ...