الفرد العازب، لا يفهم ما هو الزواج ... الكلمة تزعجه. تهدد حريته وتكتم على نفسه. تشعره بالضيق، بالتوتر وبالأسر...
الفرد العازب يتمرّد كلما نصحه الأهل والأقارب بالزواج. يسخر من كل الأصدقاء الذين يقيمون حفلات زفافهم. يرمق العروسين بنظرات التعالي والفوقية: "لقد خسرتما الحياة الجميلة والحرة و و و وحياة العازب!"... في قلبه حقد مغلف بقناع ساخر ... وفي قلبه حسد ايضا .. يريد أن يكون له زفاف، لكنه يرفض!
الفرد العازب ممانع ... على طريقته!
يهرب من فكرة الالتزام ... رغم التزامه بقسط السيارة وإيجار المنزل وإطعام الكلب .. أو الهرّة!
الفرد العازب يكره الأفلام الرومانسية .. يكره نهايات الأفلام المصرية. يفضل أفلام الحركة والإثارة.. فمشاهد الحبّ لدى جايمس بوند تغلفها أشكال من السيطرة والنفوذ ...
باختصار، الفرد العازب يفعل ما بوسعه ليبقى ... مسيطرا على كل شاردة وواردة قد تتحرك في كيانه أو تحرك ذرة من أحاسيسه وعواطفه ...
المشهد الكوميدي الأهم في تاريخ فيلم الحياة يكون حينما: يتزوج هذا الفرد العازب!
يضحك على نفسه في سره ..
يحاول أن ينكر ما قاله من قبل، عن الزواج والمؤسسة الفاشلة ومفردات الاختناق ... ينكر كل ما قاله من قبل لنفسه وللآخرين ... وإن لم ينكر ... فهو لن يقول "نعم"! أو بصيغة أكثر واقعية، لن يوقّع علـى وثيقة الزواج!
والسيناريو الأكثر سريالية، هو الذي يدور في وجدان الفرد العازب، حين يقرّر الشروع بالزواج ... وبالأخص، عشية توقيع العقد ... سيناريو سريالي قد يكون على النحو الآتي:
الفرد العازب: ستتزوج غدا يا أحمق؟
الفرد "الأحمق": أحمق؟ لماذا؟
الفرد العازب: أنت تتخلى عن كل تلك الملذات! يا أحمق!
الفرد "الأحمق": أية ملذات؟؟
الفرد العازب: أية ملذات؟؟ أو تسأل؟؟ كل اولئك العازبين ... تركتهم لغيرك!
الفرد "الأحمق": العازبون؟ لم يكونوا يوما لي!
الفرد العازب: تترك ليالي السمر الطويلة ... تترك الحبّ المؤقت .. تتخلى عن لحظات الوحدة الجميلة وتدفن مشاعر الحريّة!
الفرد "الأحمق": مممم ... أنت محقّ. ماذا أفعل؟؟؟
- لحظات صمت -
الفرد "الأحمق": ماذا عن الحبّ؟ عن لحظات السعادة؟ عن الأحلام الطفولية؟ عن دقات القلب؟؟
الفرد العازب: (يتململ ... لا يجيب)
الفرد "الأحمق": سأخسر الكثير ... يا إلهي! ماذا أفعل؟؟
الفرد العازب: يمكنك دائما أن تغيّر رأيك! ما زال أمامك بضع ساعات.
الفرد "الأحمق": (لا يجيب ... ينام)
- لحظات نوم -
يصحو الفردان يوم التوقيع ... على وثيقة كتبها فرد آخر (لا نعرف إن كان عازبا أو "أحمقا")
ينده "الأحمق" العازب ...
"الأحمق": أشعر بنشاط غريب ... أنا غريب اليوم. أنا سعيد وحزين. مندفع ومتردد. قوي وخائف. أنا غريب اليوم ... أين أنت؟ لم لا تجيب؟ تركتني؟ أين أنت؟ تخليت عني!
العازب: (لا يجيب)
- لحظة التوقيع -
لحظة غريبة ... رهبتها كبيرة على الفرد "الذي كان عازبا" وأصبح فردا "لا يعرفه ما به وما هو" ...
لحظة تختلط فيها مشاعر بالفرح بالغرابة ... و بالسريالية المطلقة ... فالفرد لم يعد نفسه ... أحد آخر تلبسه، يتصرف بإسمه. يتكلم بلسانه. يصغي بأذنيه. ويوقع بقلمه.
تنتهي اللحظة بجملة: "أعلنكما الآن امرأة وزوجها" (أو العكس)
- ما بعد التوقيع -
عجقة وخفقة ... الجميع مذهول! كيف تزوج هذا الفرد العازب! فعلا تزوج!
أما الفرد "الأحمق" فيعيش غيبوبة صاحية! يعيش حدادا! على روح الفرد "العازب" ...
حداده، على عكس العادة، يتشح بثياب بيضاء وابتسامة عريضة وموسيقى صاخبة وقهقهات ...
حان وقت الرقص ... صلاة عن روح الميت ...
لكنّ الفرد "الأحمق" - المتزوج الآن - لا يعرف كيف يرقص ... الرقص كان من عادات الفرد العازب. عادات ماجنة وفاسقة!
مضطر هو ... مجبور .. ماذا سيقول بقية الأفراد عنه؟ أنه غيرسعيد بزواجه؟ عليه أن يرقص... فهو من قرّر أن يدخل في نظام المجتمع والزواج والعائلة والأسرة وهلمّ جرا ...
يا للمصيبة!
يقف .. يغمض عينيه .. يشدّ على نفسه .. يأمر جسده بالحركة ... يعطي تعليمات لخصره وقدميه ويديه ... يندفع مع الموسيقى ... يهرب ... فيعيده صوت مألوف ... يقول له: "أعشق الرقص"!
يعرف هذا الصوت!
الفرد "الأحمق" المتزوج: من أنت؟
الصوت: يا أحمق! أغيب لساعات قليلة، فتنسى صوتي!!!
الفرد "الأحمق" المتزوج: خيييييي ...
تعلو الأصوات ... تصخب الموسيقى .. تتهادى الأجساد على وقعها ... والفرد "الأحمق العازب" المتزوج ... يسكر!
سعادة عارمة ... أحلام ونجوم ...
الفرد المتزوج، أحمق وعازب ... يخلد إلى النوم .. يبصق على أفكاره القديمة " كم كنت غبيا! لم يتغير شيء ... وتغيّر كل شيء!"
أصبحت العازب الأحمق المتزوج!
ملاحظة هامة: مدنيا يا نيافة المفتي ...
الفرد العازب يتمرّد كلما نصحه الأهل والأقارب بالزواج. يسخر من كل الأصدقاء الذين يقيمون حفلات زفافهم. يرمق العروسين بنظرات التعالي والفوقية: "لقد خسرتما الحياة الجميلة والحرة و و و وحياة العازب!"... في قلبه حقد مغلف بقناع ساخر ... وفي قلبه حسد ايضا .. يريد أن يكون له زفاف، لكنه يرفض!
الفرد العازب ممانع ... على طريقته!
يهرب من فكرة الالتزام ... رغم التزامه بقسط السيارة وإيجار المنزل وإطعام الكلب .. أو الهرّة!
الفرد العازب يكره الأفلام الرومانسية .. يكره نهايات الأفلام المصرية. يفضل أفلام الحركة والإثارة.. فمشاهد الحبّ لدى جايمس بوند تغلفها أشكال من السيطرة والنفوذ ...
باختصار، الفرد العازب يفعل ما بوسعه ليبقى ... مسيطرا على كل شاردة وواردة قد تتحرك في كيانه أو تحرك ذرة من أحاسيسه وعواطفه ...
المشهد الكوميدي الأهم في تاريخ فيلم الحياة يكون حينما: يتزوج هذا الفرد العازب!
يضحك على نفسه في سره ..
يحاول أن ينكر ما قاله من قبل، عن الزواج والمؤسسة الفاشلة ومفردات الاختناق ... ينكر كل ما قاله من قبل لنفسه وللآخرين ... وإن لم ينكر ... فهو لن يقول "نعم"! أو بصيغة أكثر واقعية، لن يوقّع علـى وثيقة الزواج!
والسيناريو الأكثر سريالية، هو الذي يدور في وجدان الفرد العازب، حين يقرّر الشروع بالزواج ... وبالأخص، عشية توقيع العقد ... سيناريو سريالي قد يكون على النحو الآتي:
الفرد العازب: ستتزوج غدا يا أحمق؟
الفرد "الأحمق": أحمق؟ لماذا؟
الفرد العازب: أنت تتخلى عن كل تلك الملذات! يا أحمق!
الفرد "الأحمق": أية ملذات؟؟
الفرد العازب: أية ملذات؟؟ أو تسأل؟؟ كل اولئك العازبين ... تركتهم لغيرك!
الفرد "الأحمق": العازبون؟ لم يكونوا يوما لي!
الفرد العازب: تترك ليالي السمر الطويلة ... تترك الحبّ المؤقت .. تتخلى عن لحظات الوحدة الجميلة وتدفن مشاعر الحريّة!
الفرد "الأحمق": مممم ... أنت محقّ. ماذا أفعل؟؟؟
- لحظات صمت -
الفرد "الأحمق": ماذا عن الحبّ؟ عن لحظات السعادة؟ عن الأحلام الطفولية؟ عن دقات القلب؟؟
الفرد العازب: (يتململ ... لا يجيب)
الفرد "الأحمق": سأخسر الكثير ... يا إلهي! ماذا أفعل؟؟
الفرد العازب: يمكنك دائما أن تغيّر رأيك! ما زال أمامك بضع ساعات.
الفرد "الأحمق": (لا يجيب ... ينام)
- لحظات نوم -
يصحو الفردان يوم التوقيع ... على وثيقة كتبها فرد آخر (لا نعرف إن كان عازبا أو "أحمقا")
ينده "الأحمق" العازب ...
"الأحمق": أشعر بنشاط غريب ... أنا غريب اليوم. أنا سعيد وحزين. مندفع ومتردد. قوي وخائف. أنا غريب اليوم ... أين أنت؟ لم لا تجيب؟ تركتني؟ أين أنت؟ تخليت عني!
العازب: (لا يجيب)
- لحظة التوقيع -
لحظة غريبة ... رهبتها كبيرة على الفرد "الذي كان عازبا" وأصبح فردا "لا يعرفه ما به وما هو" ...
لحظة تختلط فيها مشاعر بالفرح بالغرابة ... و بالسريالية المطلقة ... فالفرد لم يعد نفسه ... أحد آخر تلبسه، يتصرف بإسمه. يتكلم بلسانه. يصغي بأذنيه. ويوقع بقلمه.
تنتهي اللحظة بجملة: "أعلنكما الآن امرأة وزوجها" (أو العكس)
- ما بعد التوقيع -
عجقة وخفقة ... الجميع مذهول! كيف تزوج هذا الفرد العازب! فعلا تزوج!
أما الفرد "الأحمق" فيعيش غيبوبة صاحية! يعيش حدادا! على روح الفرد "العازب" ...
حداده، على عكس العادة، يتشح بثياب بيضاء وابتسامة عريضة وموسيقى صاخبة وقهقهات ...
حان وقت الرقص ... صلاة عن روح الميت ...
لكنّ الفرد "الأحمق" - المتزوج الآن - لا يعرف كيف يرقص ... الرقص كان من عادات الفرد العازب. عادات ماجنة وفاسقة!
مضطر هو ... مجبور .. ماذا سيقول بقية الأفراد عنه؟ أنه غيرسعيد بزواجه؟ عليه أن يرقص... فهو من قرّر أن يدخل في نظام المجتمع والزواج والعائلة والأسرة وهلمّ جرا ...
يا للمصيبة!
يقف .. يغمض عينيه .. يشدّ على نفسه .. يأمر جسده بالحركة ... يعطي تعليمات لخصره وقدميه ويديه ... يندفع مع الموسيقى ... يهرب ... فيعيده صوت مألوف ... يقول له: "أعشق الرقص"!
يعرف هذا الصوت!
الفرد "الأحمق" المتزوج: من أنت؟
الصوت: يا أحمق! أغيب لساعات قليلة، فتنسى صوتي!!!
الفرد "الأحمق" المتزوج: خيييييي ...
تعلو الأصوات ... تصخب الموسيقى .. تتهادى الأجساد على وقعها ... والفرد "الأحمق العازب" المتزوج ... يسكر!
سعادة عارمة ... أحلام ونجوم ...
الفرد المتزوج، أحمق وعازب ... يخلد إلى النوم .. يبصق على أفكاره القديمة " كم كنت غبيا! لم يتغير شيء ... وتغيّر كل شيء!"
أصبحت العازب الأحمق المتزوج!
ملاحظة هامة: مدنيا يا نيافة المفتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق