الثلاثاء، 11 يناير 2011

إنتظاريّات

غرقت شوارع مدينتي بالمطر
امتلأت حاناتها بالسهّيرة
أتى موسم الأعياد ورحل
ومازالت عربة الخضار في حيّنا تنتظر من يجرّها


استيقظت ظهرا ونمت وعدت لأستيقظ ظهرا... ونمت

فرغت بطارية هاتفي المحمول مئات المرات ... عبأتها
أكلت الريزوتو يوم الاثنين والأربعاء والخميس أيضا
ومازالت جارتي تنتظر ابنها ليصحو صباحًا ... فتبرحه ضربًا

مررت في شارع سبيرز للمرة العاشرة اليوم
سقطت سيارتي في "الجورة" إياها عند أول شارع الحمرا لليوم الخمسين على التوالي
أوقعت علبة السجائر تحت مقعدي كما أفعل كلما ذهبت للقاء "صديقي"
ومازالت نشرات الأخبار على شاشتي تنتظر القرار الظني

قصدت الكورنيش ليلاً كما هي العادة
ابتعت القهوة من بيروت كافيه ... أيضا كما هي العادة
بحثت عن مكان لأركن فيه سيارتي ... كذلك كما هي العادة
ومازال مطار "رفيق الحريري الدولي" ينتظر "رفّ" السائحين ليغطّ ويقلع ثم يغطّ ...

قرأت كتاب الشعر ثم تمعنت في رواية "خفيفة"
تصفحت الجريدة التي وضعها أبي على الطاولة
ثم ألقيت "نظرات" على مواقع الصحف الألكترونية ... المحلية والعربية والعالمية
ومازال موقع الفايسبوك ينتظر أحدث أخبار العالم - قرية صغيرة

قلبت موجة الإذاعة ... سمعت أم كلثوم ثم هيفا ... فيروز ثم النجمة "نسيت ما اسمها"
لبست معطفي الأسود اليوم ... فالبارحة لم أكن قد اشتريته بعد
أكلت اللازانيا ... من صناعة أمي
ضحكت ... حزنت ... غضبت ثم عدت لأضحك
ومازلت أنتظر

أنتظر
أن يعود "الخضرجي" من الآخرة ليجرّ عربته
أن تنام جارتي ولا تصحو فتضرب ابنها
أن يبقى القرار ... ظنيًّا
أن يقلع "رفّ" السائحين بلا رجعة
أن يختنق الفايسبوك بأخبار البشرية

أنتظر ... الرحيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

مَن هنا؟

صورتي
أنا إحداهن ... من منطقة جميلة تدعى بيروت ...